شلل العصب السابع: فهم شامل لحالة معقدة وتأثيرها على الحياة
يُعدّ “العصب السابع”، أو العصب الوجهي، عصبًا حيويًا يتحكم في حركات عضلات الوجه المختلفة. وعندما يصاب هذا العصب بالشلل، تُعرف الحالة بشلل العصب الوجهي، وهي حالة معقدة تتجاوز الأعراض الجسدية لتؤثر بشكل عميق على الجوانب النفسية والاجتماعية للفرد. يُسبب هذا الشلل تشوهًا ملحوظًا في الوجه، مما يعيق قدرة الشخص على التواصل الفعّال ويؤدي غالبًا إلى الانعزال الاجتماعي وتفضيل الوحدة، الأمر الذي يؤثر بدوره على الحياة المهنية ويعرقل التقدم الشخصي.
أسباب شلل العصب الوجهي: طيف واسع من المسببات
لا يمكن حصر أسباب الإصابة بشلل العصب السابع في قائمة واحدة، فهي متعددة ومتنوعة. وتشمل بعض الأسباب الشائعة على سبيل المثال لا الحصر:
- الأورام: قد تؤثر أورام المخ بشكل مباشر على العصب الوجهي، أو قد يحدث الشلل كأثر جانبي أثناء استئصال هذه الأورام.
- الإصابات: تُعد كسور قاع الجمجمة وإصابات الوجه والجروح العميقة التي تؤدي إلى قطع مباشر في العصب من الأسباب الشائعة.
- الجراحات: يمكن أن يتأثر العصب أثناء بعض الجراحات في منطقة الوجه، وأشهرها جراحة استئصال الغدة النكفية.
- الأمراض والالتهابات: ليست كل حالات شلل العصب الوجهي ناتجة عن قطع مباشر للعصب بسبب الأورام أو الإصابات، بل قد يتأذى العصب نتيجة بعض الأمراض أو الالتهابات.
شلل بيل: حالة محددة ضمن مفهوم أوسع
يُخطئ الكثيرون في إطلاق اسم “شلل بيل” على جميع حالات شلل الوجه. في الحقيقة، شلل بيل هو حالة محددة من حالات شلل الوجه تحدث بدون حادث أو جراحة أو إصابة مباشرة للعصب. يمكن أن يصيب شلل بيل جميع الأعمار من الرجال والنساء، وتزداد نسبة الإصابة به أثناء الحمل، وكذلك عند التعرض لتيارات الهواء الباردة. كما تزيد نسبة الإصابة بشكل خاص لدى مرضى السكري.
علامات وأعراض شلل الوجه: تأثير على وظائف حيوية
يؤدي العصب السابع وظائف عديدة في الوجه، وأهمها التحكم في حركات عضلات الوجه. تؤدي إصابة هذا العصب إلى شلل في هذه العضلات، والتي تُقسم إلى مجموعات حسب مكان ووظيفة كل منها، فمنها ما هو متعلق بحركة العين، ومنها ما هو متعلق بحركة الفم والابتسامة، والبعض الآخر له دور في حركة الجبهة.
تعتمد حركة الوجه بشكل عام على وجود عصب وجهي سليم وعضلات سليمة. وفي حالة إصابة أحدهما، تتأثر الحركة بالوجه إما بشكل كلي أو جزئي، وذلك حسب درجة ومكان الإصابة.
أعراض شلل الوجه الشائعة:
- الشفة العليا والسفلى: يؤدي شلل العصب الوجهي إلى عدم القدرة على تحريك الشفتين، مما يؤدي إلى عوارض كثيرة أهمها عدم القدرة على الابتسام وانحراف الفم إلى الجهة السليمة من الوجه. يؤثر ذلك بشكل كبير على قدرة الفرد على التواصل والاندماج في المجتمع، وعادة ما يؤدي إلى انزوائه وتفضيله العزلة على الاختلاط بالآخرين.
- العين: تؤدي الإصابة بشلل العصب الوجهي إلى عدم القدرة على إغلاق الجفون، مما يترك العين مكشوفة لفترة طويلة. يؤدي هذا إلى جفاف العين، خصوصًا أثناء النوم، وإصابتها بالالتهابات المتكررة خاصة عند التعرض للغبار والأجواء المتربة، وكذلك تقرحات القرنية، وقد يؤدي هذا في النهاية إلى فقدان البصر نهائيًا.
العلاج الفردي لشلل الوجه في مركز عامر لشلل الوجه
إن المعلومات الواردة هنا هي مجرد نبذة عن طرق علاج حالات شلل العصب الوجهي. ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحديد طرق العلاج إلا بعد أخذ رأي الطبيب المختص والخبير في علاج هذه الحالات.
للوصول إلى أفضل النتائج، يجب اختيار أفضل وسائل العلاج التي تختلف من حالة إلى أخرى حسب ظروف كل حالة. يعتمد اختيار طرق العلاج على عوامل عديدة أهمها سبب الإصابة بشلل الوجه، ومدة الإصابة، وعمر المريض، وكذلك حالته الصحية العامة.
نحن في مركز عامر لشلل الوجه نؤمن بتقديم رعاية فردية وشاملة لكل مريض، ونلتزم بتحديد خطة علاجية مخصصة بناءً على تقييم دقيق لكل حالة، بهدف استعادة وظيفة الوجه وتحسين جودة حياة مرضانا.