شلل العصب الوجهي (شلل بيل): فهم شامل للأسباب والأعراض والعلاج
شلل العصب الوجهي، المعروف أيضًا باسم “شلل بيل” (Bell’s Palsy)، هو حالة عصبية تتميز بضعف مفاجئ أو شلل في عضلات جانب واحد من الوجه. يُعد هذا الشلل عادةً مؤقتًا وينتج عن خلل في وظيفة العصب الوجهي (العصب القحفي السابع)، وهو العصب المسؤول عن التحكم في تعبيرات الوجه المختلفة، بالإضافة إلى دوره في حاسة التذوق وإنتاج الدموع واللعاب.
ما هو شلل العصب الوجهي؟
يُعرف شلل بيل بأنه شلل الوجه المحيطي الحاد مجهول السبب. يمر العصب الوجهي عبر ممر عظمي ضيق في طريقه إلى الوجه، وعند الإصابة بشلل بيل، يلتهب هذا العصب ويتورم. على الرغم من أنه يمكن أن يصيب أي شخص في أي عمر، إلا أنه غالبًا ما يكون أكثر شيوعًا بين النساء الحوامل ومرضى السكري أو أولئك الذين أصيبوا مؤخرًا بالإنفلونزا أو نزلات البرد.
الأسباب المحتملة
السبب الدقيق لشلل العصب الوجهي لا يزال غير معروف تمامًا في معظم الحالات (مجهول السبب). ومع ذلك، يُعتقد أن السبب الأكثر شيوعًا هو عدوى فيروسية تؤدي إلى التهاب وتورم العصب الوجهي. من الفيروسات التي يُعتقد أنها قد تساهم في ذلك:
- فيروس الهربس البسيط (المسؤول عن تقرحات البرد).
- فيروس جدري الماء النطاقي.
- الفيروس المضخم للخلايا (CMV).
- فيروسات أخرى مسببة لأمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا أو النكاف.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة، مثل:
- التعرض لبعض أنواع العدوى.
- الإصابات الرضحية.
- السكتات الدماغية.
- الأورام في الرأس أو الرقبة.
- بعض الأمراض مثل السكري وداء لايم والساركويد.
الأعراض الشائعة
تظهر أعراض شلل العصب الوجهي عادةً بشكل مفاجئ وتتطور خلال ساعات إلى أيام، وتبلغ ذروتها في غضون 48 إلى 72 ساعة. تتراوح شدة الأعراض من ضعف خفيف إلى شلل كامل في جانب واحد من الوجه، وتشمل:
- ضعف أو شلل مفاجئ في عضلات جانب واحد من الوجه: مما يؤدي إلى تدلي الوجه وصعوبة في التعبير عن المشاعر مثل الابتسام أو التجهم.
- صعوبة في إغلاق العين: في الجانب المصاب، مما قد يسبب جفافًا مفرطًا وتهيجًا للعين.
- سيلان اللعاب: بسبب ضعف التحكم في زاوية الفم.
- ألم حول الفك أو خلف الأذن: في الجانب المتضرر.
- زيادة الحساسية للصوت (احتداد السمع): في الجانب المصاب.
- فقدان حاسة التذوق: في الجزء الأمامي من اللسان.
- تغيرات في كمية الدموع واللعاب المنتجة.
- الصداع.
المضاعفات المحتملة
في معظم الحالات، يكون شلل بيل مؤقتًا ويتعافى المصابون بشكل كامل. ومع ذلك، قد تحدث بعض المضاعفات في حالات قليلة، منها:
- تلف دائم في العصب الوجهي: خاصة إذا كان الشلل تامًا أو تأخر العلاج.
- نمو غير طبيعي للألياف العصبية (الحركة التصاحبية): قد يؤدي ذلك إلى انقباض لا إرادي لبعض العضلات عند محاولة تحريك عضلات أخرى، مثل إغلاق العين عند الابتسام.
- مشاكل في العين: مثل جفاف العين المزمن أو قرحة القرنية نتيجة عدم القدرة على إغلاق العين بشكل كامل، مما قد يؤدي إلى فقدان جزئي أو كلي للبصر في العين المصابة.
- انكماش أو تشنج في عضلات الوجه.
التشخيص والعلاج
يتم تشخيص شلل العصب الوجهي عادةً بناءً على الفحص السريري وتقييم الأعراض. قد يجري الطبيب اختبارات لاستبعاد حالات أخرى ذات أعراض مشابهة مثل السكتة الدماغية أو الأورام، مثل اختبارات الدم، تخطيط كهربية العضل، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
يشمل العلاج عادةً:
- الأدوية: قد توصف الستيرويدات القشرية (مثل البريدنيزون) لتقليل الالتهاب والتورم، وقد تُستخدم الأدوية المضادة للفيروسات في بعض الحالات.
- العناية بالعين: نظرًا لصعوبة إغلاق العين، من الضروري استخدام قطرات العين المرطبة والدموع الاصطناعية خلال النهار، ومرهم للعين مع غطاء للعين ليلًا لحمايتها من الجفاف.
- العلاج الطبيعي: قد يساعد تدليك الوجه وتمارين عضلات الوجه في استرخاء العضلات واستعادة التناسق.
- مسكنات الألم: لتخفيف أي ألم حول الفك أو الأذن.
- الجراحة: نادرًا ما يتم اللجوء إليها كخيار علاجي.
التعافي والوقاية
معظم المصابين بشلل بيل يتعافون تمامًا في غضون أسابيع إلى ستة أشهر، سواء بالعلاج أو بدونه. في بعض الحالات، قد لا تختفي الأعراض تمامًا ويبقى بعض الضعف الدائم.
لا توجد طريقة محددة للوقاية من شلل العصب الوجهي مجهول السبب. ومع ذلك، يُنصح بالحفاظ على نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التدخين والكحول لدعم الصحة العامة للجهاز العصبي.
إذا واجهت أيًا من أعراض شلل العصب الوجهي، من المهم مراجعة الطبيب المختص على الفور للتشخيص الدقيق والعلاج المناسب