أسباب العصب السابع: نظرة شاملة على شلل الوجه
شلل العصب السابع، المعروف أيضًا بشلل الوجه، هو حالة تؤثر على حركة عضلات الوجه، مما يؤدي إلى ضعف أو شلل في جانب واحد أو كلا جانبي الوجه. تتعدد أسباب هذه الحالة وتتراوح بين الإصابات المباشرة والالتهابات والأمراض المزمنة. يعد فهم هذه الأسباب أمرًا بالغ الأهمية للتشخيص الدقيق والعلاج الفعال.
1. الإصابات الميكانيكية المباشرة:
تعتبر الإصابات المباشرة من الأسباب الرئيسية لشلل العصب السابع. يمكن أن تؤدي كسور قاعدة الجمجمة، وتمزقات الوجه، والجروح النافذة إلى قطع أو ضغط مباشر على العصب الوجهي، مما يعيق وظيفته.
2. الإصابات الناتجة عن التدخل الطبي (الإصابات الياتروجينية):
قد يحدث تلف للعصب الوجهي بشكل غير مقصود أثناء بعض الإجراءات الجراحية، خاصة تلك التي تتم بالقرب من مسار العصب. من أبرز هذه الجراحات:
- جراحة الغدة النكفية: يمر العصب الوجهي عبر الغدة النكفية، مما يجعلها عرضة للتلف أثناء استئصال الأورام أو العلاج الجراحي لهذه الغدة.
- استئصال الخشاء: وهو إجراء جراحي في الأذن الوسطى يمكن أن يؤثر على العصب الوجهي لقربه من المنطقة.
- استئصال أورام الدماغ: قد يتأثر العصب الوجهي أثناء استئصال الأورام في مناطق معينة من الدماغ.
3. شلل بيل (Bell’s Palsy):
على الرغم من أن الكثيرين يطلقون اسم “شلل بيل” على جميع حالات شلل الوجه، إلا أنه في الحقيقة يمثل نوعًا محددًا. يحدث شلل بيل فجأة دون وجود حادث أو جراحة أو إصابة مباشرة للعصب. يمكن أن يصيب جميع الأعمار والجنسين، وتزداد نسبة الإصابة به في الحالات التالية:
- أثناء الحمل: تعاني بعض النساء من زيادة في خطر الإصابة بشلل بيل خلال فترة الحمل.
- التعرض لتيارات الهواء الباردة: يعتقد أن التعرض المفاجئ للبرد قد يكون عاملًا محفزًا في بعض الحالات.
- مرض السكري: تزيد نسبة الإصابة بشلل بيل بشكل ملحوظ لدى مرضى السكري.
4. الحالات غير الرضحية (غير المرتبطة بالصدمات):
بالإضافة إلى الصدمات المباشرة، يمكن أن تتسبب مجموعة واسعة من الحالات الطبية في شلل العصب الوجهي:
- الحالات الالتهابية: يمكن لأمراض مثل داء الساركويد والأمراض الحبيبية الأخرى أن تسبب التهابًا يؤثر على العصب الوجهي.
- الأسباب المعدية: تلعب العدوى دورًا هامًا في بعض حالات شلل العصب السابع. من أبرز الأمثلة:
- الهربس النطاقي (متلازمة رامزي هانت): يمكن أن يسبب هذا الفيروس التهابًا شديدًا في العصب الوجهي، مما يؤدي إلى شلل مصحوبًا بطفح جلدي مؤلم حول الأذن.
- مرض لايم: وهو عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق القراد، ويمكن أن تسبب شلل الوجه كأحد أعراضها.
- فيروسات البرد الشائعة: في بعض الحالات، يمكن أن تثير الفيروسات الشائعة التهابًا يؤثر على العصب الوجهي.
- الأسباب الوعائية: على الرغم من أنها أقل شيوعًا، إلا أن ضعف التروية الدموية (نقص تدفق الدم) إلى العصب يمكن أن يسبب خللاً وظيفيًا.
- الاضطرابات العصبية: يمكن لبعض الأمراض العصبية المزمنة أن تؤثر على العصب الوجهي، مثل:
- التصلب المتعدد: وهو مرض مناعي ذاتي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن يسبب تلفًا في غمد الميالين المحيط بالأعصاب، بما في ذلك العصب الوجهي.
- متلازمة غيلان باريه: وهي اضطراب نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي الأعصاب الطرفية، مما يؤدي إلى ضعف العضلات والشلل.
- الأورام: يمكن أن تسبب الأورام شللًا تدريجيًا في العصب الوجهي بطريقتين:
- الأورام الداخلية للعصب الوجهي: مثل الأورام الشفانية، التي تنمو مباشرة على العصب.
- الأورام الخارجية التي تضغط على العصب: مثل أورام الغدة النكفية أو الأورام العصبية السمعية، التي تنمو بالقرب من العصب وتضغط عليه.
في الختام، تتعدد أسباب شلل العصب السابع، مما يستدعي تقييمًا دقيقًا من قبل الطبيب لتحديد السبب الكامن وراء الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة. التوعية بهذه الأسباب تساعد في الفهم الأفضل للحالة وضرورة طلب المساعدة الطبية عند ظهور الأعراض.