أسباب التلازم الحركي الوجهي
يُعدّ التلازم الحركي الوجهي (Facial Synkinesis) حالة تحدث فيها حركات غير إرادية وغير مقصودة لعضلات الوجه عند محاولة القيام بحركات إرادية أخرى. بعبارة أخرى، بدلًا من أن تتحرك عضلة واحدة بشكل منعزل، تتحرك مجموعة من العضلات معًا بشكل غير طبيعي. ينشأ هذا التلازم بشكل رئيسي بعد إصابة العصب الوجهي.
عندما يتعرض العصب الوجهي للتلف، يحدث سوء تواصل في المسارات العصبية التي تغذي عضلات الوجه. ونتيجة لذلك، قد يعطي الدماغ إشارات لتحفيز مجموعات عضلية لا ينبغي أن تعمل معًا في الظروف الطبيعية.
الأسباب والآليات الرئيسية لتزامن حركات الوجه بعد الشلل
تتعدد الأسباب والآليات التي تؤدي إلى تطور التلازم الحركي الوجهي بعد إصابة العصب الوجهي، وأبرزها:
-
تفرع محوري موجه بشكل خاطئ: بعد حدوث تلف في العصب الوجهي، تحاول الألياف العصبية (المحاور) التجدد والنمو مرة أخرى. ومع ذلك، بدلًا من إعادة بناء الاتصالات مع أهدافها العضلية الأصلية، قد تتشكل هذه المحاور اتصالات غير مناسبة مع عضلات أخرى. هذا التوصيل الخاطئ هو أحد الأسباب الرئيسية للتلازم الحركي.
-
إعادة التجدد العصبي الخاطئة: يتطور التلازم الحركي الوجهي بسبب إعادة نمو الأعصاب بشكل خاطئ بعد تلف العصب الوجهي. هذا النمو غير الموجه يؤدي إلى تقلصات عضلية مشتركة وغير مقصودة، حيث تتلقى العضلات إشارات عصبية من ألياف عصبية خاطئة، مما يؤدي إلى حركات متزامنة غير مرغوبة.
-
إصابة العصب الوجهي: تعتبر إصابة العصب الوجهي هي السبب الجذري والأساسي للتلازم الحركي الوجهي. فالعصب الوجهي هو المسؤول عن التحكم المعقد في جميع عضلات الوجه، وأي ضرر يلحق به يعطل هذا التحكم الدقيق، مما يجعله عرضة لتطور أشكال مختلفة من الضرر بما في ذلك التلازم الحركي.
-
تواصل عصبي خاطئ: يتم تفسير إشارات الدماغ المخصصة لحركات وجه محددة بشكل خاطئ بواسطة مسارات الأعصاب التالفة والتي تجددت بشكل غير صحيح. هذا التفسير الخاطئ يؤدي إلى إرسال إشارات عصبية إلى عضلات غير مقصودة، مما يسبب الحركات المتزامنة.
-
إعادة التعصيب الشاذة الناتجة: يؤدي التوصيل الخاطئ الناتج عن إعادة التجدد العصبي غير السليم إلى ما يعرف بـ “إعادة التعصيب الشاذة”. في هذه الحالة، تتلقى العضلات إشارات من ألياف عصبية خاطئة، مما ينتج عنه انقباضات غير طبيعية وغير متناسقة، وهي جوهر التلازم الحركي.
الحالات الشائعة المسببة لإصابة العصب الوجهي
يمكن أن تؤدي عدة حالات إلى إصابة العصب الوجهي وما يتبعها من تزامن حركات الوجه، ومن أبرزها:
- شلل بيل: هو السبب الأكثر شيوعًا لشلل العصب الوجهي، والذي يمكن أن يؤدي إلى التلازم الحركي أثناء التعافي.
- الصدمات: أي إصابة جسدية مباشرة في الرأس أو الوجه يمكن أن تلحق الضرر بالعصب الوجهي.
- التدخلات الجراحية: قد يحدث تلف في العصب الوجهي كأثر جانبي لبعض العمليات الجراحية في الرأس أو الرقبة.
- الالتهابات: يمكن أن تسبب بعض الالتهابات، مثل تلك الناتجة عن فيروس الهربس النطاقي (متلازمة رامزي هانت)، تلفًا في العصب الوجهي.
- الأورام: الأورام التي تنمو بالقرب من مسار العصب الوجهي يمكن أن تضغط عليه وتتسبب في تلفه.